غيرهم فيكون مهنأ ذلك (1) لهم دونك، وعيبه عليك في الدنيا والآخرة.
وألزم الحق من لزمه من القريب والبعيد، وكن في ذلك صابرا محتسبا، واقعا ذلك من قرابتك وخاصتك حيث وقع، وابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه، فإن مغبة ذلك محمودة (2).
وإن ظنت الرعية بك حيفا فأصحر (3) لهم بعذرك، واعدل عنك ظنونهم بإصحارك فإن في ذلك رياضة منك لنفسك (4) ورفقا برعيتك وإعذارا (5) تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحق.
ولا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضا. فأن في الصلح دعة لجنودك وراحة من همومك وأمنا لبلادك. وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالأمانة واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت (6) ولا تغدرن بذمتك ولا تخيسن بعهدك ،