الناس عندنا أسوة من كتاب له إلى سهل بن حنيف الأنصاري، وهو عامله على المدينة في معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية:
أما بعد، فقد بلغني أن رجالا ممن قبلك 1) يتسللون إلى معاوية فلا تأسف على ما يفوتك من عددهم ويذهب عنك من مددهم، فكفى لهم غيا ولك منهم شافيا (2). وقد عرفوا العدل ورأوه وسمعوه ووعوه، وعلموا أن الناس عندنا أسوة فهربوا إلى الأثرة (3) فبعدا لهم وسحقا (4) إنهم والله لم ينفروا من جور ولم يلحقوا بعدل! يا أشباه الرجال من خطبة له بعد أن غزا سفيان بن عوف من بني غامد، بلدة الأنبار على الشاطئ الشرقي للفرات. وقد بعثه معاوية لشن الغارات على أطراف العراق تهويلا على أهله.