رحب البلعوم من كلام له لأصحابه:
أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن (1) يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد! ألا وإنه سيأمركم بسببي والبراءة مني. أما السب فسبوني، فإنه لي زكاة ولكم نجاة. وأما البراءة فلا تتبرأوا مني، فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة!
نهم الأثرياء من كتاب له إلى معاوية، وفيه نظرة الإمام الصائبة إلى أصحاب الثراء الذين لا يزيدهم المال إلا نهما وحرصا على الاستزادة منه:
أما بعد، فإن الدنيا مشغلة عن غيرها، ولم يصب صاحبها منها شيئا إلا فتحت له حرصا عليها ولهجا بها (2). ولن يستغني صاحبها بما نال فيها عما لم يبلغه منها. ومن وراء ذلك فراق ما جمع ونقض ما أبرم. ولو اعتبرت بما مضى حفظت ما بقي، والسلام.