أسفلكم أعلاكم من كلام له لما بويع بالمدينة:
ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيكم صلى الله عليه وسلم (1). والذي بعثه بالحق لتغربلن غربلة ولتساطن سوط القدر (2) حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم، وليسبقن سابقون كانوا قد قصروا، وليقطرن سباقون كانوا قد سبقوا. والله ما كتمت وشمة (3) ولا كذبت كذبة! ألا وإن الخطايا خيل شمس (4) حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار! ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة. حق وباطل، ولكل أهل!
هلك من ادعى وخاب من افترى ومن أبدى صفحته للحق هلك (5) وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره. فاستتروا في بيوتكم وأصلحوا ذات بينكم، والتوبة من ورائكم ولا يحمد حامد إلا ربه، ولا يلم لائم إلا نفسه!