ثم ذكرت ما كان من أمري وأمر عثمان، فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه (1) فأينا كان أعدى له وأهدى إلى مقاتله (2)، أمن بذل له نصرته فاستقعده واستكفه (3)؟ أم من استنصره فتراخى عنه وبث المنون إليه (4) حتى أتى قدره عليه؟
وما كنت لأعتذر من أني كنت أنقم عليه أحداثا (5)، فإن كان الذنب إليه إرشادي وهدايتي له، فرب ملوم لا ذنب له.
اتق الله من كتاب له إلى معاوية أيضا:
فاتق الله ما لديك، وانظر في حقه عليك، وارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته. وإن نفسك قد أولجتك شرا وأقحمتك غيا (6) وأوردتك المهالك وأوعرت عليك المسالك.