لا يحسب العلم في شئ مما أنكره ولا يرى أن من وراء ما بلغ مذهبا لغيره، وأن أظلم أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه (1) تصرخ من جور قضائه الدماء وتعج منه المواريث (2). إلى الله أشكو من معشر يعيشون جهالا ويموتون ضلالا ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته، ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه (3)، ولا عندهم أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر. يحكم برأيه من كلام له في بعض القضاة أيضا:
ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه. ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه. ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا... (4) وإلهم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد!