أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم.
فبين له الإمام من أمره معهم ما علم به أنه على الحق، ثم قال له: بايع! فقال الرجل:
إني رسول قوم ولا أحدث حدثا حتى أرجع إليهم. فقال الإمام هذا القول الرائع:
أرأيت لو أن الذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث فرجعت إليهم وأخبرتهم عن الكلإ والماء فخالفوا إلى المعاطش والمجادب (2) ما كنت صانعا؟
قال الرجل: كنت تاركهم ومخالفهم إلى الكلإ والماء فقال الإمام:
فامدد إذا يدك!
فقال الرجل: فوالله ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجة علي، فبايعته عليه السلام!
وقيل للإمام ذات مرة: بأي شئ غلبت الأقران؟ فأجاب:
ما لقيت رجلا إلا أعانني على نفسه!
أراد أن يغالط من كلامه الزاخر بالمنطق في طلحة وموقفه من قضية عثمان، قبل مقتله وبعده:
قد كنت وما أهدد بالحرب ولا أرهب بالضرب. والله ما استعجل