الجوهر الفرد من العنصر الآخر. وأوضح أن الجوهر الفرد من الهيدروجين إذا كان وزنه واحدا فوزن الجوهر الفرد من الأوكسجين يكون ستة عشر، ومن النتروجين أربعة عشر، ومن الصوديوم ثلاثة وعشرين، ومن الكلور خمسة وثلاثين ونصفا، ومن الماء العذب الصافي المقطر اثنين وعشرين إلا عشرا ونصف العشر. وقد ذكروا القياس في جميع العناصر المشهورة بحسب جواهرها الفردة، ورسموا لذلك جداول في الوزن الجوهري.
عمانوئيل: عجبا هل قال واحد من أهل العلم الأولين والآخرين إنه وزن جوهرا فردا منفردا من كل عنصر وقاس وزن كل جوهر فرد منفرد مع الآخر؟ ألم تقرأ في الطبيعيات الابتدائية أن الجوهر الفرد لا يكاد يدركه التصور وإنما هو افتراض محض فكيف تقول قولك هذا؟
أفلا تدري أنهم يأخذون العناصر متساوية الحجم فيجدونها مختلفة الوزن في التركيب الكيمياوي فيزعمون أن جواهرها الفردة متساوية في العدد وبناء على هذا الزعم يجعلون التفاوت بأوزان الجواهر الفردة على نسبة يجعلون فيها الجوهر الفرد من الهيدروجين واحدا ويقيسون عليه وبهذا القياس يفسرون أحلام الجواهر الفردة ويجعلون لها أوزانا مختلفة.
عمانوئيل: أيها الدكتور إذا مزجنا مثقالا من ملح الطعام مع مائة مثقال من الماء المصفى وصار الماء مالحا فهل شاعت دقائق الملح في جميع الماء وانقسمت دقائقه على حسب دقائق الماء.
الدكتور. نعم والتجربة خير شاهد.
عمانوئيل: هل يمكن للتصور أن يلحظ دقيقة من الملح تعادل عشرة آلاف جوهر فرد.
الدكتور: نعم لا بد من ذلك فإن صغر الجوهر الفرد إذا لم يمنع من تصوره وفرض وجوده وتأسيس المباني العلمية فكيف لا يمكن أن نتصور ما هو أكبر بخمسة آلاف مرة وكيف لا يمكن أن نحقق وجوده.