كثيرة من الصخر تشبه في الوضع والهيئة بعض الآلات الجديدية كالفؤوس والمناشير والسكاكين وأسنة الرماح ورؤوس السهام فجزم الناس بلا ريب بأنها آلات من صنع البشر قد صنعوها لأجل غايات مقصودة لهم في أعمالهم ونسبوها لعصر خاص كانت هي آلاته قبل إيجاد الآلات الحديدية وسموه العصر الصواني..
مع أن هذه القطع التي وجدوها لم يرها أحد مستعملة في غاياتها فلماذا لا يقول الناس: إن هذه القطع بهيئاتها الخاصة إنما هي من أعمال النواميس الطبيعة بسبب تأثيرات عوامل الاستحجار المقرونة بأوضاع معداتها التي تنتج هذه الهيئات الخاصة. كما هو في صغار الصخور والصوان التي يكثر فيها أن تكون على أشكال هندسية.
كالمسطح المستدير، وما يكون مثل نصف الدائرة، أو قطعة منها، وكالمخروطي بقاعدة هلالية أو كنصف دائرة مع التناسب في سمكه، وكالكرة، والشكل البيضي، والأسطوانة بقاعدة هي كنصف كرة أو قطعة منها.
إلى غير ذلك من الأوضاع والهيئات. وقد شاهدنا في سوق (سامرا) ملح طعام مؤلف من قطع صغار هي كأظرف ما يكون من أوضاع الأواني الزجاجية بأشكال هندسية متناسبة المقعر والمحدب في السمك والوضع تكون مثمنة ومسدسة وغيرها وربما يتدرج تقعيرها وتحديبها بدرجات متناسبة محفوظة الوضع.
إذن فمن أين علم الناس هذه القطع التي وجدت في الحفريات هي آلات صنعها الانسان لأجل غايات مقصودة له. هل رأى أحد ذلك بعينه. هل رءاها بخصوصها مستعملة في تلك. الغايات. أو ليست هذه الدعوى مثل دعوى تحول الأنواع لا حجة لها إلا التخمين.