الحمام أن صعابا كثيرة تحول دون الاعتقاد بنشئها عن أصل أولي معين.
لكن جملة من الناس على اعتقاد تام بأن التولدات المختلفة نشأت من أنواع أولية معينة).
يا والدي إذا استدل الانسان بالوجدان والعيان على التباينات العجيبة بكثرتها، وأنه ليس لحمام الصخور شئ من صفات الحمام الأهلي.
فهل يصح منه في شرف العلم أن يطير بالنتيجة إلى القهقري والعكس ويقول أنواع الحمام متسلسلة من حمام الصخور.
فانظر معرب أصل الأنواع صحيفة 67 إلى 79 وهل من شرف العلم أن يقتنع الناس في هذه الدعوى الكبيرة والنتيجة المعكوسة بقول داروين (إني على تمام الاعتقاد. جملة من الناس على اعتقاد تام).
ولو أن رجلا اقتصر على فتواه بأن أنواع الحمام الأهلي متسلسلة من حمام الصخور، ويدعي العلم بزمان تأهلها وتشعب أنواعها، والاطلاع على حالات اتصالها وتسلسل تولدها من تلك الحلقات ويكون ذلك بنحو الفتوى المقدسة ثم يفتي بعد ذلك بأن جميع الأحياء تنتهي إلى أصل واحد لكان أهون عليه من أن يتعب القلم بذكر المقدمات التي تعاكس دعواه.
اليعازر: إن الذي تساعد عليه التجربة، والمشاهدة هو أن الأنواع لها بحسب العوامل العرضية سنة التحسن والانحطاط المحدودين بأن لا تخرج أفراد النوع عن صفته.
ومن جملة العوامل تأثيرات الصقع والغذاء والتربية وغير ذلك ومنها ما هو سريع التأثير ومنها ما يبطئ لأجل منازعته مع تأثير العامل الأول.
فإن النسل الزنجي إذا تحول إلى بلاد القوقاس يبطئ تحسنه بمقتضى طبع الصقع إلى أجيال عديدة يتدرج فيها بالتحسن شيئا فشيئا، وقد يكون أسرع من ذلك بواسطة التزاوج.
وكذا النسل القوقاسي إذا انتقل إلى بلاد الزنج فإنه يبطئ انحاطه