رعادة كبيرة 1200 عمود، وأن عدد الصفحات في البطارية في نوع ما بين مائتين وخمسين ألف وثلاثمائة ألف و 1200 موشور وبين الصفحات سائل زلالي في المائة تسعون ماء وملح عادي.
ومما ينبغي أن تستلفت له الأنظار الحرة أنا ذكرنا في الدورة الدموية أن الشرايين في الحيوان المولود تحمل من القلب دما شريانيا صافيا طاهرا من الفضول يقسم غذاءه على عموم الأعضاء، وأن الأوردة تحمل من الأعضاء دما وريديا مخلوطا بفضول البدن فتؤديه إلى الرئة لكي تطهره من الفضول والمواد الضارة فيعود إلى القلب فإلى الشرايين وهكذا.
فنذكر لك الآن أن الحال في الجنين على العكس حيث إنه يكون من ناحية المشيمة مادة غذائه وإلى ناحيتها مخرج فضوله. فكانت الأوردة تحمل من الوريد السري المشيمي دما شريانيا طاهرا من الفضول تزور بغذائه أعضاء الجنين ثم ترجعه الشرايين إلى المشيمة دما وريديا حاملا إليها فضول الجنين بالشريان السري المشيمي وعلى هذا تجري الدورة ما دام جنينا، وبمجرد ولادته تنقلب دورة الدم إلى ما ذكرناه أولا.
عجبا هل يكون هذا التدبير البارع وجمال الاتقان الرائع من طبيعة بكماء وصدفة عمياء؟
كل هذا الذي ذكرناه من عجائب الحكمة والغايات وهو بالنسبة لما لم نذكره ولا ندركه قطرة من بحر هل يكون كله من فلتات هذه الطبيعة وهذه الصدفة؟؟
إذا دخلت غارا صخريا ووجدت تجويفه على شكل هندسي فيه شئ من الكتابات وشئ من النقوش وشئ من حسن التخطيط وتنظيم قياس تجويفه، فإن وجدانك لا يسمح أن يكون ذلك من صدفة الطبيعة.
بل تقول من أين لهذه البكماء وصدفتها هذه الصناعة البارعة المنظومة بسلطان العلم والشعور، صانع هذا المكان الجميل مقتدر على الصناعة عارف بالهندسة والكتابة وحسن التصوير، راقي الشعور، فله