عليهم. ولا زال العلم يجد في استكشاف الحقائق المجهولة فيتجلى له منها تدريجا ما يبتهج به ارتياحا.
ثم أنظر إلى أجزاء الحيوان على اختلافه وامتيازاتها التي يقتضيها وضع الحيوان وحاجاته وما يراد منه.
فهل يكون هذا كله بلا موجد يعلم بالغايات؟ الغايات الكبيرة الشريفة التي أدرك العلم بعضها وذكرنا يسيرا من ذلك.
هل يسمح الوجدان بأن يقال إن هذا كله من الصدفة العمياء والطبيعة البكماء؟ وكيف يغيب عن الشعور ما ذكر في صحيفة 57 و 58 و 59 وقد بنى القرآن الكريم احتجاجه في الإلهية على هذه المقدمة الفطرية البديهية التي عليها عمل البشر في جميع أدوارهم وأحوالهم فوبخ ذوي الأغراض على تغافلهم عن هذا الأمر الذي جعلناه في صحيفة 59 المقدمة الأولى فقال من جملة ذلك في سورة الملك المكية (ألا يعلم من خلق) كما ذكرناه صحيفة 331.
أما أنه. لو سمح القصور بهذا القول للمغفل الغبي الجاهل فإن العلم والشعور الحر لا يسمحان به للعالم والعارف والطبيب والمشرح الملتفتين إلى عجائب أجزاء الحيوان وغاياتها الشريفة المدهشة بعناية حكمتها.
رمزي: إن جملة من أجزاء الحيوان لا فائدة فيها ولا غاية. وذلك كالغدة الدرقية، والزوائد الدودية والغدد الوحيدة في سطح الأمعاء بل إن الغدة الدرقية والزوائد الدودية معرض للأمراض المهلكة.
عمانوئيل: يا صاحبنا يا رمزي. هذا الدكتور المتقدم في الطب والتشريح لماذا لم يقل مثل ما تقول؟
ولماذا لم يجعل مثل قولك اعتراضا علينا. أو تشكيكا في مقصدنا فإنه لا بد من أن يكون سمع ما تكلمت أنت به أو رآه مكتوبا كما رأيته أنت.