أجزاء تلك المادة من التغيرات إذ تصير دما ولحما وعضاما ومخا وعصبا وأوردة وعروقا وعضلات وجلدا وشعرا وصوفا وأظفارا بأوصاف مختلفة وخواص مختلفة وألوان متعددة.
وانظر إلى غذاء الانسان والحيوان إذ يتغير ويصير جزءا من الحيوان من أحد هذه الأجزاء المذكورة ثم يتحلل بالتبادل ويغير بتغيرات أخرى لا تحصى.
ثم أنظر إلى بيضة الطير حينما ليس فيها إلا مايع أبيض ومايع أصفر فإذا بها تنفلق عن طير له أعضاء مختلفة وأجزاء متنوعة وألوان كثيرة مختلفة تترقى إلى ألوان ريش الطواويس.
وانظر إلى هذه الحيوانات إذا ماتت كيف تتبدل أجزاؤها وتتبادل عليها التغيرات الكثيرة.
وانظر إلى النبات من أول نشئه إلى أحوال كبره وورقه وورده وثمرته وبذره وأحوال فنائه فكم يلحقه من التغيرات والألوان والطعوم والخاصيات.
وانظر إلى أحوال الأرض وما يتولد فيها من المعادن والصخور والأحجار وما يلحقها من التغيرات التي لا تحصى.
وبالجملة كل ما تشاهد في عالم الماديات لا ينفك عن لحوق التغيرات له بكثرة مدهشة تفوق حد الاحصاء. تلك التغيرات المختلفة الجهات الكثيرة.
وعلى قولكم إن عالم الماديات عبارة عن مجاميع من الجواهر الفردة نقول لك إن هذه المجاميع لا زال التغير يتبادل عليها حالا بعد حال فإنا نشاهد أن التغير لا زال يسلبها كيانا ويكسوها غيرها مما لم يكن لها.
وهكذا وهكذا.
ويقول أصحابك إن قوة الجذب وقوة الدفع غريزتان للجواهر الفردة