وفي نهج البلاغة: قال لي رسول الله (ص): إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا، أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه، وأما المشرك فيقمعه الله بشركه، ولكني أخاف عليكم كل منافق الجنان عالم اللسان، يقول ما تعرفون، ويفعل ما تنكرون (1).
وفي إحياء العلوم للغزالي: لقد كان عمر يبالغ في تفتيش قلبه حتى كان يسأل حذيفة أنه هل يعرف به من آثار النفاق شيئا. وكذا في المدارج، والمعارج، وغيرها (2)، وسيأتي إن شاء الله.
الردة وقد بوب السيوطي في الخصائص إخباره (صلى الله عليه وآله وسلم) بالردة بعده، وكفاك بحديث الحوض شهيدا.
وفي التاريخ الكامل: كان مع مسيلمة نهار الرجال بن عنفوه، وكان قد هاجر إلى النبي (ص) وقرأ القرآن، وفقه في الدين، وبعثه معلما لأهل اليمامة وليشغب على مسيلمة فكان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة شهد أن محمدا يقول إن مسيلمة قد أشرك معه، فصدقوه، واستجابوا له (3).
الأحداث في الدين بعد النبي (ص) أخرج مسلم عن أبي هريرة مرفوعا " ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، فأناديهم ألا هلم، فيقال إنهم قد بدلوا. فأقول: سحقا سحقا ".
في (الخصائص) أخرج الشيخان عن ابن عباس مرفوعا ألا أنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم " الآية، فيقال: " إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم " (4).
وفيه: أخرج البخاري عن عقبة بن عامر (في حديث طويل): والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا (5)، وكذا في مسلم (في حديث الحوض) وزاد تتنافسوا فيها - أي في الدنيا أو خزائن الأرض (6) - وفي كنز العمال وفيه: فأقول يا رب أصيحابي أصيحابي، رواه البيهقي، وأحمد، والترمذي، والنسائي (7).
وفيه: عن أبي سعيد مرفوعا (في حديث طويل): وإني أيها الناس فرط لكم يوم القيامة على الحوض، وأن رجالا يقولون: يا رسول الله أنا فلان بن فلان، فأقول: فأما النسب فقد عرفته ولكنكم