من الملوك، واختلفوا في إمامته بعد موت علي فقيل صار إماما وخليفة. وقيل: لم يصر لحديث أبي داود، والترمذي، والنسائي: " الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تصير ملكا " وقد انقضت الثلاثون بوفاة علي (إنتهى منتخبا) (1).
في تاريخ الخلفاء: وأول الملوك معاوية - قال أحمد بن حنبل: لم يكن أحد أحق بالخلافة في زمان علي من علي (2).
ليس معاوية ذا فضيلة في النصائح الكافية نقل العسقلاني في الفتح عن ابن الجوزي عن إسحاق بن راهويه أنه قال:
" لم يصح في فضل معاوية شئ " (3).
وقال السيوطي في اللآلي المصنوعة: الأحاديث في فضل معاوية كلها موضوعة. قال ابن حجر:
وقصة النسائي في ذلك مشهورة بأنه قال: ما أعرف له فضيلة إلا " لا أشبع الله بطنه " (4)، وفي تاريخ الخلفاء: وقد وردت في فضل معاوية أحاديث قلما تثبت (5).
وفي نهج البلاغة: ومن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية جوابا عن كتاب منه إليه: وأما قولك إنا بنو عبد مناف فكذلك ولكن ليس أمية كهاشم ولا حرب كعبد المطلب، ولا أبو سفيان كأبي طالب، ولا المهاجر كالطليق، ولا الصريح كاللصيق، ولا المحق كالمبطل، ولا المؤمن كالمدغل، ولبئس الخلف خلف يتبع سلفا هوى في نار جهنم (6).
وفيه: فإنما هو (معاوية) الشيطان (7).
أما تفضيل أهل الجماعة لمعاوية بكونه (خال) المؤمنين لكونه أخا لأم حبيبة زوج النبي (ص) لقوله تعالى " وأزواجه أمهاتهم " فعلى الرأس والعين، لكنه يلزمهم أن يكون حيي بن أخطب اليهودي (جدا) لهم لكونه أبا صفية زوج النبي (عليه السلام)، وليس (الجد) بأقل من (الخال)، وأن تكون بنات أبي سفيان، وأبي بكر، وعمر خالاتهم، والمتزوج بهن متزوجا بالخالات، وأن يكون عثمان ذو النورين ناكحا بأختيه، وأن يكون قوله تعالى " إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا " (8) لا معنى له. وأن يكون قوله تعالى " ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا " (9) ضائعا نعوذ بالله تعالى من الغباوة والشقاوة، نعم أنه تعالى أمر بتعظيم أزواج النبي كالوالدات.
وأيضا تفضيلهم إياه بكونه كاتب الوحي فإنه أيضا ليس بشئ لوجوه: