وفي (ربيع الأبرار) للزمخشري قال أبو عمر: " وجعل معاوية لجعدة امرأة الحسن مائة ألف درهم حتى سمته ".
وفي تاريخ أبي الفداء: توفي الحسن من سم سقته امرأته (جعدة)، قيل فعلت ذلك بأمر معاوية (1).
وفي تذكرة خواص الأمة لسبط ابن الجوزي: وقال الشعبي: دس معاوية إلى جعدة فقال: سمي الحسن وأزوجك (يزيد)، وأعطيك مائة ألف درهم، فلما مات الحسن بعثت إلى معاوية تطلب إنجاز الوعد، فبعث إليها بالمال وقال: إني أحب يزيد، وأرجو حياته، ولولا ذلك لزوجتك إياه.
وفي النصائح الكافية قال ابن عبد ربه في العقد الفريد: لما مات الحسن بن علي حج معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليا على منبر رسول الله فقيل له: إن ها هنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا فابعث إليه وخذ رأيه، فأرسل إليه وذكر له ذلك فقال: إن فعلت ذلك لأخرجن من المسجد ثم لا أعود إليه، فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات (سعد) فلما مات لعنه على المنابر، ففعلوا، فكتبت أم سلمة زوج النبي إلى معاوية: إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم وذلك أنكم تلعنون علي ابن أبي طالب ومن أحبه، وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله، فلم يلتفت أحد إلى كلامها مع علمهم بصحة روايتها وشرف مقامهم، صم بكم عمي، مأواهم جهنم، كلما خبت زدناهم سعيرا (2).
وقد حكى الشيخ السيوطي أنه قد كان فيما جعلوه سنة:
سبعون ألف منبر وعشره * من فوقهن يلعنون (حيدره) وفي حياة الحيوان: في آخر شفاء الصدور لابن سبع السبتي عن علي بن عبد الله بن عباس قال:
كنت مع أبي بعدما كف بصره وهو بمكة فمررنا على قوم من أهل الشام في صفة زمزم، فسبوا علي ابن أبي طالب فقال سعيد بن جبير وهو يقوده: ردني إليهم فرده فقال: أيكم الساب لله ولرسوله؟!
فقالوا: سبحان الله، ما فينا أحد سب الله ورسوله. فقال: أيكم الساب لعلي؟! قالوا: أما هذا فقد كان. فقال ابن عباس: إني أشهد لسمعت رسول الله (ص) يقول: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أكبه الله تعالى على منخريه في النار "، ثم ولى عنهم فقال: يا بني أرأيتهم؟ فقلت: يا أبت (نظروا إليك بأعين محمرة) (3)!
وفي النصائح الكافية: وروى أبو الحسن المدائني في كتابه " الأحداث ": ثم كتب (معاوية) إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه. وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به، واهدموا داره. فلم يكن البلاء أشد وأكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة (ثم قال) فلم يبق