وقد صنفت في هذا الحديث كتب ضخمة كتأليف الطبري، فله رسالة (حديث الموالاة)، والعلامة أبو القاسم فله (دعاة الهداة إلى أداء حق المولاة)، والعلامة السجستاني فله (الدراية في حديث الولاية)، والحافظ الذهبي. وقال عبد الله بن الحاكم: " وأما حديث من كنت مولاه " فله طريق جيد، وقد أفردت ذلك أيضا.
ونقل عن ابن كثير الشامي أبو المعالي الجويني أنه كان يتعجب ويقول: شاهدت مجلدا ببغداد في يد تاجر الكتب فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه (المجلدة الثامنة والعشرون) من طرق من كنت مولاه، ويتلوه (المجلد التاسع والعشرون).
وفي تاريخ الخلفاء: أخرج الطبراني في (الأوسط)، وأبو نعيم في الدلائل عن زاذان: أن عليا حدث بحديث فكذبه رجل، فقال له علي (ع): أدعو عليك إن كنت كاذبا، قال: ادع فدعا عليه فلم يبرح حتى ذهب بصره (1).
وفي (أرجح المطالب) عن زيد بن أرقم: استشهد علي (ع) الناس فقال: أنشد الله رجلا سمع النبي (ص) يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فقام ستة عشر رجلا فشهدوا، (أخرجه أحمد في المسند، والبغوي في معجمه، والبزار، والطبراني، والذهبي) عن أبي الطفيل قال: " جمع علي (ع) الناس في الرحبة (فذكر الحديث) فقام ثلاثون من الناس "، أخرجه ابن أبي حاتم، والنسائي، وابن حبان، وابن عقدة (2). وهكذا في تاريخ الخلفاء، وفي (الأرجح) عن طلحة بن عمير قال:
شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب رسول الله (ص)، وفيهم أبو سعيد، وأبو هريرة، وأنس، وهم حول المنبر، وعلي (ع) على المنبر، وهم اثنا عشر بدريا من المهاجرين، والأنصار فقال علي (ع):
نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله (ص) يقول: " من كنت مولاه... "، فقاموا كلهم، وأنس ابن مالك في القوم لم يشهد، فقال له أمير المؤمنين (ع): ما منعك يا أنس، أن تشهد، وقد سمعت ما سمعوا؟ قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت، فقال أمير المؤمنين (ع): اللهم إن كان كاذبا فأضربه ببياض، أو بوضح لا تواريه العمامة فقال طلحة: فأشهد بالله لقد رأيته بيضا بين عينيه. (أخرجه أبو نعيم، وابن مردويه) (3).
وذكر الطبراني في (المعجم الكبير)، وغيره ذهاب بصر زيد بن أرقم لكتمان شهادة هذا الحديث. وهكذا ذكر العارف الجامي في شواهد النبوة: وأخرج أحمد في المناقب، قيل: لما حضرت عبد الله بن عباس الوفاة قال: " اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب " (4). وفي التاريخ الكامل ناقلا عن تذكرة خواص الأمة لسبط ابن الجوزي قال حسان بن ثابت: يناديهم يوم الغدير نبيهم * (بخم) وأسمع بالرسول مناديا