عليهم كسائر الخلفاء بعد خلافة النبوة، ثم إن استولى من لم يجمع الشروط لا يتبع أن يبادر إلى المخالفة (1).
وفي منهاج السنة: الإمامة عند أهل السنة تثبت بموافقة أهل الشوكة الذين يحصل بطاعتهم له مقصود الإمامة، فإن المقصود من الإمامة إنما يحصل بالقدرة والسلطان فإذا بويع بيعة حصلت بها القدرة والسلطان صار إماما. فالإمامة ملك وسلطان. وفيه أيضا: من غلبهم بالسيف صار خليفة (2).
وفي مجمع البهار على حاشية الترمذي: قيل شرطه (أي شرط الأمير): الإسلام، والحرية، والقريشية، وسلامة الأعضاء، قلت نعم لو انعقد بأهل العقد والحل، أما من استولى بالغلبة تحرم مخالفته، وتنفذ أحكامه ولو عبدا وفاسقا مسلما (3).
قال النووي في شرح مسلم فإن قيل: كيف يكون العبد إماما وشرط الإمام أن يكون حرا قرشيا سليم الأطراف، فالجواب من وجهين أحدهما أن هذه الشروط وغيرها إنما تشترط فيمن تعقد له الإمامة باختيار أهل الحل والعقد، وأما من قهر الناس لشوكته، وقوة بأسه، وأعوانه واستولى عليهم وانتصب إماما فإن أحكامه تنفذ، وتجب طاعته، وتحرم مخالفته في غير معصية عبدا كان أو حرا أو فاسقا بشرط أن يكون مسلما (4).
وفي شرح المقاصد للتفتازاني: الثالث: القهر والاستيلاء فإذا مات الإمام وتصدى للإمامة من يستجمع شرائطها من غير بيعة واستخلاف وقهر الناس شوكة انعقدت الخلافة له، وكذا إن كان فاسقا، أو جاهلا على الأظهر.
وفي (مفاتيح الطالب في خلافة علي بن أبي طالب): إذا ثبتت الإمامة بالقهر والغلبة، ثم جاء آخر فقهره انعزل وصار القاهر إماما (5).
أولم يتفكروا إذا كان الحق بالغلبة فإذا غلبت الكفرة فهل كان الحق معهم، وإذا كان الأحمق الجاهل المتمرد متغلبا على العالم المتعبد أيكون هو القائم مقام النبي، وخليفة دين وإمام شريعة؟!
فهذه هي النتيجة الباطلة الفاسدة من غلط تفقههم للأمور السياسية، وعدم استلزامهم لإمام الحق واجب الاقتداء شرط كونه ذا العصمة عن الخطأ ومن ثم تحيرت عقولهم وبهتت أفهامهم في خليفتهم يزيد بن معاوية من اجتماع الشروط الأربعة المذكورة فيه معا دون غيره. أي الإجماع في المسلمين كابن عمر، وغيرهم من أهل المدينة، والوصية عن معاوية أبيه له لأنه سعى له في حياته بالحيل من تأليف القلوب بأحسن المطاعم، وإعطاء الدنانير، والدراهم، والترغيب، والترهيب، والشورى له. والتسلط والقهر والجبر والظلم منه على عترة النبي، وغيرهم فإذا اجتمعت الأربعة فيه فهو بحسب قاعدتهم المؤسسة منهم كان أولى وأحق بالخلافة من سيدنا السيد السبط الحسين (عليه وعلى آبائه وأبنائه الصلاة والسلام). كما قال السيوطي في تاريخ الخلفاء: ثم اجتمعوا على