" إي وربي، حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، ولا يبقى إلا من أخذ الله عز وجل منه عهدا لولايتنا، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه.
" يا أحمد هذا أمر من الله، وسر من سر الله، وغيب من غيب الله فخذ ما آتيتك، واكتمه، وكن من الشاكرين تكن معنا في عليين " (1) أما مضامين هذا الحديث الشريف فهي:
أولا: إن الله تعالى منذ خلق الإنسان على هذه الأرض إلى أن تسلم مفاتيحها بيده تعالى لا بد أن يقيم الحجة على عباده، فبعث إليهم رسله وأنبياءه وأوصياءهم ليبلغوا رسالة ربهم، ويقيموا عليهم الحجة، وهذا من باب اللطف، وهو قاعدة عقلية أقامها المتكلمون على لزوم إقامة الحجة من الله تعالى ليحيي من حيى عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة وبالإضافة لذلك، فإن في وجود الحجة من الثمرات والبركات ما لا يحصى، والتي منها دفع البلاء عن أهل الأرض، وإنزال الغيث من السماء، وغير ذلك.
ثانيا: إن الله تعالى إذا أنعم على عباده بخروج المصلح الأكبر الإمام المنتظر عليه السلام فإنهم يظفرون بمكاسب هائلة، ومن أهمها أنه يقيم العدل السياسي والعدل الاجتماعي في الأرض، ويقضي على جميع أفانين الظلم والاعتداء.
ثالثا: إن الله تعالى يمد في عمر الإمام المنتظر عليه السلام كما أمد في عمر الخضر وذي القرنين وليس ذلك على الله بعسير فقد أقام الأرض ومن عليها في الفضاء كما أقام سائر الكواكب، فليس عليه بعزيز أن يمد في عمر وليه لمصالح هو أدرى بها.
رابعا: إن الله تعالى قد امتحن عباده بطول غيبة وليه وناصر دينه، الإمام المنتظر عليه السلام، فلا يثبت على إمامته - بعد طول غيبته - إلا من امتحن الله قلبه للإيمان.. هذه بعض مضامين هذا الحديث الشريف (2).