تدوين السنة الشريفة - السيد محمد رضا الجلالي - الصفحة ٢٠٨
جواز التدوين وإباحته، واتصالها بعهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، معلوم.
ومن الغريب أن نجد بين أسماء الصحابة المبيحين اسم مثل: عمر، وعثمان، وأبي موسى، مع أنهم من المانعين والمبررين للمنع!!! (1) بل قد رووا عن عمر قوله: قيدوا العلم بالكتاب (2) موقوفا عليه.
وعن عثمان قوله: قيدوا العلم، قلنا: وما تقييد ه؟ قال: تعلموه وعلموه، واستسخوه (3).
وسيأتي أن لأبي موسى، صحيفة موجودة.
لكن: قد يكون الناقلون لهذه الأقوال والآثار، افتعلوا نسبتها إلى هؤلاء، الذين بدأوا منع التدوين، وعارضوا تقييد الحديث وحفظه في الكتب، إلى حد الإحراق والإبادة، ومع معروفية أنهم من أشد

(1) أنظر دلائل التوثيق المبكر (ص 234) ويقول: ويبدو أن الفاروق عمر كان مؤيدا لتسجيل الحديث، على الرغم من أنه لم يدعم ذلك!؟
(2) المحدث الفاصل (ص 377) رقم (357) وجامع بيان العلم (1 / 72) ومستدرك الحاكم (1 / 106) وتقييد العلم (ص 88) ومحاسن الاصطلاح (ص 296) وسنن الدارمي (1 / 127).
ومن الغريب أن يستدل بعضهم بهذا الحديث ليؤكد على أن (عمر) لم يكن ضد الكتابة، كما ذكر (دلائل التوثيق المبكر ص 232) لكن مجرد هذا الحديث لا يتم حجة ضد ما اشتهر عن عمر قولا، وعملا، بما لا يبقى معه مجال للإنكار.
(3) محاسن الاصطلاح (ص 296) عن كتاب المرزباني.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست