يجري ويحدث.
لكن ذلك يعني زوال الخلافة من أيدي المتربعين على أريكة الحكم؟
ولم تقف آثار تلك الجريمة - أعني إبعاد المسلمين عن أهل البيت عليهم السلام إلى هذا الحد، بل تعدى الأمر بالناس إلى أن رفضوا أهل البيت حتى في أخذ الدين عنهم.
حتى بلغ الأمر ببعض أعاجمهم أن يقول: وشذ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها، وفقه انفردوا به، وبنوه على مذهبهم (1).
فتركوهم، وأخذوا معالم الدين ممن كان لا يمت إلى هذا الدين بنسب ولا سبب، ممن كان مرجئا في الاعتقاد، ولم يأخذ الأحكام من كتاب ولا سنة، بل اعتمدا الرأي والقياس.
ومن قالوا فيه: ما ولد مولود في الإسلام أضر على هذا الدين منه (2).
ومع وضوح هذا، فقد أخذ الناس أحكام دينهم من أمثالهم وتركوا الإمام أبا جعفر، محمد بن علي الباقر، والإمام جعفر بن محمد الصادق وسائر أئمة أهل البيت عليهم السلام وأهملوا أقوالهم في بيان الأحكام، مع أنها مأخوذة من معين الكتاب وآياته، ومن السنة الشريفة،