والمسلمين بمنع هذا العمل الحضاري المهم.
والتشكيك في السنة الشريفة ثاني أعظم مصدر للتشريع بأنها منفصلة عن معينها، حيث إن مدوناتها ومصنفاتها قد تأخرت عن عهد الرسول بما يقرب القرن من الزمان! وذلك - حقا - زمان طويل بعيد يمكن أن يقضى فيه على الحديث كله؟! (1).
ونحن، وإن كنا ندفع هذا الاتهام، بأن التدوين بدأ في عصر النبوة الزاهر، ولم يتوقف أصلا، بل استمر قائما على قدم وساق إلى أن وصل إلينا.
وأن إجراءات الحكام لمنعه كان تصرفا مخالفا لما ثبت في الشرع الشريف من ضرورة نقله وضبطه ونشره بشكل واسع، ونجد في أعمال الصحابة جهودا كبيرة واسعة ماثلة في المجاميع الكبيرة والصحف الصغيرة.