القديم * إنك لفي ضلالك القديم أي في خطاك الذي حدث لك في الزمن السابق من إفراطك في محبته ورجاء لقائه قال بعضهم أقل زمن يوصف به زمن القدم الزماني الحادث حول فلو علق حرية القديم من عبيده أو أوصى بعتقه عتق من له حول في ملكه وأوصاف الكمال أراد بها الثبوتية والسلبية إذ نفي النقايص كمال كما أن الوصف بالكمال كمال إذ لو لم يتصف بذلك لاتصف بأضداده وهي نقايص لكن الثاني طاهر الاستحالة لأنه من أمارات الحدوث وأفاد بقوله وموصوف إلى أنه ليس بصفة لظهور استحالته قال المقدسي رحمه الله ودليل كونه موصوفا لا صفة أنه لو كان صفة لاستحال قيام المعاني به ولو لم تضم به الصفات التي هي معان لاستحال اتصافه لكنه قد اتصف بأحكام الصفات فوجب أن يكون موصوفا بالمعاني الموجبة لتلك الأحكام الواجبة له شرعا وعقلا وكما يجب وصفه بأوصاف الكمال يجب تنزيهه عن النقايص الإعراب إله الخلق مضاف ومضاف إليه مبتدأ وفائدة الإضافة فيه نفي الاشتراك ومولانا بدل وهو الأظهر من كونه عطف بيان كما لا يخفى على ذوي الأذهان وقديم خبر وموصوف عطف على الخبر وبأوصاف متعلق بموصوف وإضافته إلى الكمال بيانية وقيل على معنى اللام وقيل للتخصيص (وحاصل معنى البيت) يقول عبد الله إن المعبود بحق الخالق لجميع المخلوقات كلها وهو الله تعالى قديم واجب القدم والوجود بالذات واجب البقاء أبدا وكمال الصفات لا يجري عليه عدم سابق ولا لاحق تتمة قال الرازي خلق الله الخلق بعلمه وقدرهم إقدارا وضرب لهم آجالا لم يخف عليه شئ بعد أن خلقهم وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم ومن قال إنه لم يكن خالقا قبل أن يخلق الخلق فلما خلق الخلق صار خالقا فقد كفر انتهى قال علي القاري ثم الخلق من صفات الأفعال وهي قديمة عندنا فإنه تعالى كان خالقا قبل أن يخلق الخلق خلافا للأشاعرة فما قال شارح من أن من قال إنه لم يكن خالقا قبل أن يخلق الخلق فقد كفر نشأ من جهله بتحقيق المرام انتهى وظاهر أنه أراد به ما قدمنا عن الرازي لكنه لم يبين تحقيق المرام ونحن نقول بعون الملك المنان إن حاصل هذا على ما سيأتي راجع إلى مسألة التكوين وهو المعنى الذي يعبر عنه بالفعل والخلق والتخليق والإيجاد والاختراع ونحو ذلك وقد أثبته الحنفية صفة حقيقة قديمة مغايرة للقدرة والإرادة وفسروه بإخراج المعدوم من العدم إلى الوجود وعبروا عنه بالخلق والتخليق ونحوهما وهو وصف له تعالى أزلي لإطباق العقل والنقل على أنه تعالى خالق للعالم مكون له قال تعالى الله خالق كل شئ فقد وصف ذاته في كلامه القديم الأزلي بأنا الخالق فلو لم يكن متصفا في الأزل بكونه خالقا لزم الكذب في كلامه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولامتناع
(٩)