(المقام الأول) في معنى اليد. والمقصود منها في المقام: هو الاستيلاء والسلطنة على الشئ بحيث تكون لصاحبها القدرة على أنحاء التصرف فيه. وهو أحد معانيه الحقيقية عرفا، للتبادر، بل ولغة، كما يظهر من تعدادهم ذلك في معانيها الظاهر في الحقيقة، فعن ابن الأعرابي في (لسان العرب):
" اليد: النعمة، واليد: القوة، واليد: القدرة، واليد: الملك: واليد:
السلطان، واليد: الطاعة، واليد: الجماعة، واليد: الأكل " وفيه أيضا:
" ويد الريح: سلطانها، قال لبيد: (نطاف أمرها بيد الشمال) لما ملكت الريح تصريف السحاب جعل لها سلطان عليها، ويقال: هذه الضيعة في يد فلان، أي في ملكه، ولا يقال: في يدي فلان " (1) وفي (الصحاح):
" واليد: القوة، وأيده أي قواه إلى أن قال: " وهذا الشئ في يدي أي في ملكي " وفي (القاموس) في تعداد معانيها قال:
" والقوة والقدرة والسلطان والملك بكسر الميم.. (3) " انتهى. وهي بهذا المعنى لا تستلزم وقوع التصرف فيه، بل يكفي في تحققها القدرة عليه فمن حمى أرضا لنفسه استولى عليها، وإن لم يتصرف فيها بزرع أو رعي ونحوهما، فإنه ذو يد عليها عرفا قبل وقوع التصرف فيها. نعم، لا يصدق اليد على الشئ بمجرد القدرة على الاستيلاء عليه، بل لا بد من فعليته في