شرح ابن عقيل - ابن عقيل الهمداني - ج ٢ - الصفحة ٣٦١
ف‍ " أرضيه ": منصوب " بأن " محذوفة جوازا بعد الفاء، لان قبلها اسما صريحا - وهو " توقع " - وكذلك قوله تعالى: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا) ف‍ " يرسل ":
منصوب ب‍ " أن " الجائزة الحذف، لان قبله " وحيا " وهو اسم صريح.
فإن كان الاسم غير صريح أي: مقصودا به معنى الفعل - لم يجز النصب، نحو " الطائر فيغضب زيد الذباب " ف‍ " يغضب ": يجب رفعه، لأنه معطوف على " طائر " وهو اسم غير صريح، لأنه واقع موقع الفعل، من جهة أنه صلة لآل، وحق الصلة أن تكون جملة، فوضع " طائر " موضع " يطير "
____________________
والمعروف " أوثر " أفضل، وأرجح " إترابا " مصدر أترب الرجل، إذا استغنى " ترب " هو الفقر والعوز، وأصله لصوق اليد بالتراب.
المعنى: يقول: لولا أنني أرتقب أن يتعرض لي ذو حاجة فأقضيها له ما كنت أفضل الغنى على الفقر، وللعلامة الصبان - وتبعه العلامة الخضري - هنا زلة سببها عدم الوقوف على معاني الكلمات كما ذكرنا، وتقليد من سبقه، والله يغفر لنا وله، ويتجاوز عنا وعنه.
الإعراب: " لولا " حرف يقتضى امتناع الجواب لوجود الشرط " توقع " مبتدأ، وخبره محذوف وجوبا، وتقدير الكلام: لولا توقع معتر موجود، وتوقع مضاف و" معتر " مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله " فأرضيه " الفاء عاطفة، أرضى: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد الفاء العاطفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والهاء مفعوله " ما " نافية " كنت " كان: فعل ماض ناقص، والتاء اسمه " أوثر " فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة من الفعل وفاعله في محل نصب خبر كان، وجملة كان واسمه وخبره جواب لولا إترابا " مفعول به لأوثر " على ترب " جار ومجرور متعلق بأوثر.
الشاهد فيه: قوله " فأرضيه " حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة جوازا بعد الفاء العاطفة التي تقدم عليها اسم صريح، وهو قوله " توقع ".
(٣٦١)
مفاتيح البحث: الطيران، الطير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 364 365 366 367 ... » »»
الفهرست