ونحن البلد الحرام، ونحن كعبة الله، ونحن قبلة الله، ونحن وجه الله، قال الله تعالى:
(فأينما تولوا فثم وجه الله) ونحن الآيات، ونحن البينات. وعدونا في كتاب الله عز وجل الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام [والأصنام] والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير. يا داود، إن الله خلقنا فأكرم خلقنا (1) وفضلنا، وجعلنا أمناءه وحفظته، وخزانه على ما في السماوات وما في الأرض، وجعل لنا أضدادا (2) وأعداء، فسمانا في كتابه وكنى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبها إليه، وسمى أضدادنا وأعداءنا في كتابه، وكنى عن أسمائهم، وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عباده المتقين " (3).
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام) أنه قال: نحن أصل كل خير، ومن فروعنا كل بر، ومن البر التوحيد، والصلاة والصيام، وكظم الغيظ، والعفو عن المسئ، ورحمة الفقير، وتعاهد الجار، والإقرار بالفضل لأهله، وعدونا أصل كل شر، ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة، فمنهم الكذب والنميمة، والبخل والقطيعة، وأكل الربا وأكل مال اليتيم بغير حق، وتعدي الحدود التي أمر الله عز وجل، وركوب الفواحش ما ظهر منها وما بطن من الزنا والسرقة وكل ما وافق ذلك من القبيح. وكذب من قال:
إنه معنا وهو متعلق بفرع غيرنا (4).