الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ١٩٠
شبعة مسلم (1) أو قضاء دينه.
8 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سدير الصيرفي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل: إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدم (2) أمامه، كلما رأى المؤمن هولا من أحوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله عز وجل، حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه فيقول له المؤمن: يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك، فيقول من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عز وجل منه لأبشرك.
9 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن محمد بن جمهور قال:
كان النجاشي (3) وهو رجل من الدهاقين عاملا على الأهواز وفارس فقال بعض أهل عمله لأبي عبد الله (عليه السلام): إن في ديوان النجاشي علي خراجا وهو مؤمن يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتابا قال: فكتب إليه أبو عبد الله (عليه السلام) " بسم الله الرحمن الرحيم سر أخاك يسرك الله " قال: فلما ورد الكتاب عليه دخل عليه وهو في مجلسه فلما خلا ناوله الكتاب وقال: هذا كتاب أبي عبد الله (عليه السلام) فقبله ووضعه على عينيه وقال له: ما حاجتك؟ قال: خراج علي في ديوانك، فقال له: وكم هو؟ قال:
عشرة آلاف درهم، فدعا كاتبه وأمره بأدائها عنه ثم أخرجه منها (4) وأمر أن يثبتها له لقابل ثم قال له: سررتك؟ فقال: نعم جعلت فداك ثم أمر له بمركب وجارية و غلام وأمر له بتخت ثياب (5) في كل ذلك يقول له: هل سررتك؟ فيقول: نعم جعلت

(1) " شبعة " بفتح الشين إما بالنصب بنزع الخافض أي بشبعة أو بالرفع بتقدير هو شبعة أو بالجر بدلا أو عطف بيان للسرور والمراد بالمسلم هنا المؤمن وكان تبديل المؤمن به للاشعار بأنه يكفي ظاهر الايمان لذلك وذكرهما على المثال (آت).
(2) " يقدم " أي يتقدم كما في قوله في قصة فرعون: " يقدم قومه يوم القيامة " و لفظة " امامه " تأكيده (في).
(3) النجاشي بفتح النون وكسرها وتشديد الياء وتخفيفها أفصح وهو أبو التاسع لأحمد بن علي بن أحمد بن العباس صاحب الرجال: والدهقان معرب يطلق على رئيس القرية وعلى التاجر وعلى من له مال وعقار وداله مكسور (لح).
(4) أي أخرج اسمه من دفاتر الديوان.
(5) التخت: وعاء يصان فيه الثياب.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست