تأتينا في هذه الساعة. فقمت مسرعا حتى دخلت على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) وهو في فسطاطه، فسلمت عليه وجلست، فالتفت إلي وقال: يا إبراهيم، نحن نحب أن نعطيك بردة تكون لك كفنا، قلت: والذي خلق إبراهيم لقد كانت معي بردة نعدها لذلك، ولقد ضاعت مني في المزدلفة. فأمر غلامه فأتاني ببردة فتناولتها فإذا هي والله بردتي بعينها، فقلت: بردتي يا سيدي، فقال: خذها واحمد الله تعالى يا إبراهيم، فقد جمع الله عليك يا إبراهيم.
واختتم ابن الصباغ المالكي كتابه " الفصول المهمة " بقوله:
مناقب أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) فاضلة، وصفاته في الشرف كاملة، وشرفه على جهات الأيام سائلة، وأندية المجد والعز بمفاخره ومآثره آهلة.
مات الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) سنة ثمان وأربعين ومائة في شوال وله من العمر ثمان وستون سنة قام فيها مع جده علي بن الحسين زين العابدين اثني عشر سنة وأياما، ومع أبيه محمد بن علي [الباقر] بعد وفاة جده ثلاث عشرة سنة، وبقي بعد موت أبيه أربعا وثلاثين سنة، وهي مدة إمامته (عليه السلام). يقال: إنه مات بالسم في أيام المنصور، وقبره بالبقيع، دفن في القبر الذي فيه أبوه وجده وعم جده، فلله دره من قبر ما أكرمه وأشرفه. وأما أولاده فكانوا سبعة، ستة ذكور وبنت واحدة، وقيل أكثر من ذلك، أسماء الذكور موسى الكاظم، وإسماعيل، ومحمد، وعلي، وعبد الله، وإسحاق، والبنت اسمها أم فروة، رضوان الله عليهم أجمعين.