فمن رأي هذا العالم الفيزيائي الروسي الأصل أن المكان ليس له وجود أو حقيقة، إلى أن ينطلق فيه الضوء، وعندئذ يتسبب الضوء نفسه وبأمواجه في إيجاد المكان، ولو سألنا عن مقدار المسافات التي يقطعها الضوء، أو عن مقدار المسافات التي يوجدها، لأجاب علماء الفيزياء قائلين: لا نهاية لذلك.
ولأضافوا: أن موجات الضوء تظل تتذبذب وتقطع المسافات إلى أن تتحول إلى مادة.
وثمة سؤال آخر يطرح للباحث هو: كيف يستطاع تحويل الضوء (ضوء المصباح مثلا) من طاقة إلى مادة؟ إلى هذا اليوم، لم يوفق علم الفيزياء للاهتداء إلى جواب عن هذا السؤال، ولو حدث في أية لحظة أن اهتدى العلم إلى جواب عن هذا السؤال، لقطع بذلك مائة ألف سنة من التقدم في طرفة عين.
ففي هذا السؤال يتمثل سر الأسرار في الفيزياء، بل سر الخليقة وسر الوجود، فكيف السبيل إلى تحويل الطاقة إلى مادة؟
لقد نجح العلم في تحويل المادة إلى طاقة، وأصبح هذا أمرا مألوفا نرى منه ألوانا شتى ليلا ونهارا في المصانع والطائرات والسفن والسيارات والمنازل، وحتى في الجسم البشري الذي تتحول فيه المادة إلى طاقة. أما تحويل الطاقة إلى مادة، فهو أمر ما زال متعذرا حتى الآن، ولا نعرف تعليلا لحدوثه في الكون.
والشمس ظاهرة من أبرز ظواهر الخليقة الماثلة أمام أعيننا. وما يحدث في الشمس نفسها هو أن الطاقة لا تنقلب إلى مادة، وإنما المادة تنقلب إلى مادة أخرى، ذلك بأن عنصر الهيدروجين في الشمس ينقلب إلى عنصر الهليوم، فيتسبب ذلك في توليد حرارة شديدة.
وإلى هذا اليوم لا يعرف العلماء كيف وجدت الشمس، وقصارى ما قيل