الأرض، أو التي أطلقت صوب القمر والمريخ تخضع جميعا لقانون الجاذبية الذي كشفه نيوتن، فإن كان نيوتن نفسه لم يوفق إلى الاستفادة من كشفه العلمي بالكيفية التي تأتت في عصرنا هذا، فذلك لا يقلل من أهمية قانون الجاذبية، ولا من فضل نيوتن في تحقيق هذا الكشف العلمي. ولن يجترئ أحد فيقول إن عجز نيوتن عن إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء دليل على أن كشفه العلمي كان بلا قيمة، فمثل هذا القول يرتد إلى صدر صاحبه ويؤكد فساد تفكيره وقلة فهمه.
وهناك نقطة بالغة الأهمية في نظرية الإمام الصادق (عليه السلام) بشأن الضوء، هي تأكيده بأن الضوء ينعكس من الأجسام إلى العين (1)، وهو قول يناقض التفكير الذي كان سائدا في ذلك العصر وكان مؤداه أن الضوء ينعكس من العين على الأجسام المرئية. والإمام الصادق (عليه السلام) وهو أول عالم في تأريخ الإسلام كله يناقض هذا الرأي السائد. فقد قال إن الضوء لا ينعكس من العين على الأجسام بل الذي يحدث فعلا هو نقيض ذلك، أي إن الضوء ينعكس من الأجسام ويصل إلى العين.