العرفان من أبيه الإمام الباقر (عليه السلام) وأخذه عنه، وهم يعدونه حلقة هامة في سلسلة الصوفية والعرفان.
ومن هؤلاء الشيخ فريد الدين العطار النيسابوري (1) صاحب كتاب " تذكرة الأولياء "، وتجدر الإشارة هنا إلى أن العرفان بمدلوله الحالي وبالمعنى الذي نعرفه عنه لم يكن له وجود في القرن الأول الهجري. فإن وجد آنذاك شيء من مبادئ هذا العلم، فإن مدلوله يختلف عما هو عليه اليوم.
وليس ثمة ريب في أن التفكير العرفاني موجود لدى بعض علماء المسلمين، دون أن يشتهر به أحد منهم. ودون أن تعرف أي مدرسة من مدارس العرفان الموجودة في هذا العصر، ولم نر من القادة أو المفكرين من تزعم مجموعة من المريدين أو سمى نفسه قطبا أو غوثا أو ما إلى ذلك.
ثم إن العرفان الصحيح والسليم ذات المنطق الرصين في الإسلام كان ينبوعا فياضا في الباطن والقلب، ولم تكن بين العرفان والدراسات التقليدية علاقة، ولم يكن المريد أو القطب يدرس ويعلم المريدين العرفان، بل كان العرفان أسلوبا للحياة وطريقة للعمل الجاد في جو من الحب والعشق.
وكان العارف يقول: امح الأوراق إذا كنت تصحبنا في الدروس والرحيل،