القيد وحده، والإخلاص لا يكون إلا بالإتيان بالمأمور به بداعي الامتثال لأمر الآمر.
هذا غاية ما قيل أو يقال في توجيه الاستدلال بالآية، لكن لا يخفى على المتفطن ضعفه:
أما على الوجه الأول: فلأن الظاهر بملاحظة نظائر الآية كون اللام في ليعبدوا من اللام الداخلة على مفعولي الأمر والإرادة كقوله تعالى: يريد الله ليذهب عنكم الرجس ()، ويهديكم [1] ()، وقوله تعالى: أمرنا لنسلم لرب العالمين ()، وأمرت لأن أكون أول المسلمين ()، وأمرت لأعدل بينكم ()، وأمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ()، حيث إن اللام فيه مقدرة قبل (أن)، فيكون مدخولها هو المفعول به للفعل السابق عليها، فتكون العبادة نفس المأمور به لا غايته.
هذا مضافا إلى شهادة عطف يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة () عليه، كما يؤذن به حذف النون منهما، فإنه لو جعل اللام في (ليعبدوا) للغاية لما صح عطف هذين عليه، فإنهما نفس المأمور به، لا الغاية له الخارجة عنه.