سمعت علي بن الحسين (ع) يقول: من أحب ان يصافحه مائة الف نبي وأربعة وعشرون الف نبي فليزر الحسين (ع) ليلة النصف من شعبان فان أرواح النبيين يستأذنون الله زيارته فيأذن لهم فطوبى لمن صافحهم وصافحوه، منهم خمسة أولوا العزم من المرسلين نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين (قلت) ولم سموا أولى العزم؟ قال: لأنهم بعثوا إلى شرقها وغربها وجنها وانسها (أقول) هذه المصافحة يجوز ان تكون في الدنيا لزائريه وان لم يشعروا بها أو ببعضها فان الملائكة تتصور بصور الرجال يأتون إلى زيارته ويصافحون زواره ويجوز ان يكون يوم القيامة في الجنة أو قبل دخولها وقوله فليزر الحسين (ع) الظاهر أن المراد زيارته من قرب وأراده البعد محتمله أيضا وما دل عليه من اولي العزم هذه الخمسة صلوات الله عليهم روى في الأخبار المستفيضة ورواه الجمهور عن ابن عباس وقتادة وذهب بعضهم إلى أنهم ستة نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وأيوب وقيل هم الذين أمروا بالقتال والجهاد وأظهروا المكاشفة وجاهدوا في الدين وقيل هم أربعة، إبراهيم ونوح وهود ومحمد صلى الله عليه وآله ولا عبرة بهذه الأقوال كلها لأنها خلاف اجماعنا وأصحابنا وما تضمنه ومن وجه التسمية وان رسالتهم عامة هو أحد الروايات وفي تفسير الثقة علي بن إبراهيم انهم سموا اولي العزم لأنهم سبقوا الأنبياء إلى الاقرار بالله وأقروا بكل نبي كان قبلهم وبعدهم وعزموا على الصبر مع التكذيب والأذى وفي (عيون الاخبار) عن الرضا (ع) قال: انهم سموا أولوا العزم لأنهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع وذلك أن كل نبي كان بعد نوح كان على شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل (ع) ثم ساق الكلام في الخمسة على مثال واحد وفيه دلالة على أن الخمسة (ع) رسالتهم عامة ولا كلام في الثلاثة انما الكلام في عموم رسالة موسى وعيسى (ع) لان في بعض الاخبار نوع معارضته لها وان رسالتهما كانت خاصة لا عامة ويمكن تأويل تلك الأخبار وابقاء ما دل على عموم رسالتهما على حاله لاستفاضة والأخبار الدالة عليه.
وفي (مشارق الأنوار) عن علي بن عاصم الكوفي قال: دخلت علي أبي محمد