إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه) قال إبراهيم لأبيه إن لم تعبد الأصنام استغفرت لك فلما لم يدع الأصنام تبرء منه.
(عيون الاخبار) مسندا إلى علي بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى (ع) فقال له المأمون يا بن رسول أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟ قال بلى قال فما معنى قول الله عز وجل (وعصى آدم ربه فغوى) فقال (ع) ان الله تبارك وتعالى قال لآدم (ع): (أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة) وأشار لهما إلى شجرة الحنطة فتكونا من الظالمين ولم يقل لهما لا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها فلم يقربا تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما وأقسم لهما اني لكما من الناصحين ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فدلاهما بغرور فأكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به النار وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم فلما اجتباه الله عز وجل وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة قال الله عز وجل (فعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه فتاب عليه وهدى) وقال تعالى (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين). فقال له المأمون فما معنى قول الله عز وجل (فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما) فقال الرضا (ع) ان حوا ولدت لآدم خمسمائة بطن في كل بطن ذكرا وأنثى وان آدم وحوا عاهدا الله عز وجل ودعواه وقالا لئن آتيتنا صالحا من النسل خلقا سويا برئا من الزمانة والعاهة كان ما اتاهما صنفين صنفا ذكرانا وصنفا إناثا فجعل الصنفان لله تعالى شركاء فيما أتاهم ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل فتعالى الله عما يشركون. فقال المأمون أشهد انك ابن رسول الله حقا.
فأخبرني عن قول الله عز وجل في إبراهيم (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي) فقال الرضا أن إبراهيم وقع على ثلاثة أصناف: صنف يعبد الزهرة وصنف يعبد القمر وصنف يعبد الشمس وذلك حين خرج من السرب الذي أخفي فيه فلما جن