الباقر (ع) وفيه ان آدم (ع) لما استكملت أيام نبوته أوحى الله سبحانه إليه ان يجعل العلم وميراث النبوة في ابنه هبة الله وبشر آدم بنوح وكان بينهما عشرة آباء كلهم أنبياء فلما مضت أيام نبوة نوح (ع) دفع ميراث العلم والنبوة إلى ابنه سام وليس بعد سام الا هود فكان بين نوح وهود من الأنبياء مستخفين وغير مستخفين ومن بعد هود انتهت النبوة إلى إبراهيم وكان بين هود وإبراهيم من الأنبياء عشرة وذكر كلاما طويلا ثم قال فأرسل الله موسى وهارون إلى فرعون وهامان وقارون وكان يقتل في اليوم نبيين وثلاثة وأربعة حتى أنه كان يقتل في اليوم الواحد سبعون نبيا ويقوم سوق بقلهم آخر النهار ثم ذكر ان موسى (ع) ارسل إلى أهل مصر خاصة وان عيسى ارسل إلى بني إسرائيل خاصة وأرسل الله محمدا صلى الله عليه وآله إلى الإنس والجن عامة وهذا الحديث يعارض ما تقدم من عموم رسالة موسى وعيسى عليهما السلام ويجري فيه من التأويل انه من قبيل ما يقال ان رسول الله صلى الله عليه وآله ارسل إلى العرب أو يقال انه ارسل إلى مكة لضرب من المجاز والعلاقة ظاهرة (وفي الكافي) يسنده إلى البرقي يرفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال إن الله جعل اسم الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا فأعطى آدم منها خمسة وعشرين حرفا وأعطى نوحا منها خمسة وعشرين وأعطى إبراهيم منها ثمانية أحرف وأعطى منها موسى أربعة أحرف واعطى منها عيسى حرفين وكان يحيى بها الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص وأعطى محمدا صلى الله عليه وآله اثنين وسبعين حرفا واحتجب حرفا لئلا يعلم ما في نفسه ويعلم ما في نفس العباد. (وعن) عليه السلام: كان مع عيسى ابن مريم حرفان يعمل بهما وكان مع موسى (ع) أربعة أحرف وكان مع إبراهيم عليه السلام ستة أحرف وكان مع آدم (ع) خمسة وعشرون حرفا وكان مع نوح عليه السلام ثمانية وجمع ذلك كله لرسول الله صلى الله عليه وآله ان اسم الله ثلاثة وسبعون حرفا وحجب عنه واحد. (أقول) ان الله سبحانه حجب الاسم الأعظم عن عباده غير الأنبياء وأوصيائهم.
(قال المحققون): لعل الوجه فيه انه لو عرفهم إياه لأقبلوا على الدعاء به