خلاف ما أجمع عليه علماؤنا ودلت عليه اخبارنا، ومن ثم قال شيخنا المحدث أبقاه الله تعالى يمكن ان يحمل كلامه (ع) على أن المراد من المعصية ارتكاب المكروه ويكونون بعد البعثة معصومين عن مثلها أيضا ويكون ذكر الجنة لبيان كون النهي للتنزيه والارشاد لان الجنة لم تكن دار تكليف حتى يقع فيها النهي التحريمي ويحتمل ان يكون المراد الكلام على هذا النحو لنوع من التقية مماشاة مع العامة لموافقة بعض أقوالهم أو على سبيل التنزل والاستظهار ردا على من جوز الذنب على الأنبياء (ص)، واما ظن داود (ع) فيحتمل ان يكون ظن أنه اعلم أهل زمانه وان كان صادقا الا انه لما كان مصادفا لنوع من العجب نبه الله تعالى بارسال الملكين واما تعجيله (ع) في حال المرافعة فليس المراد انه حكم بظلم المدعى عليه قبل البينة إذ المراد بقوله لقد ظلمك انه لو كان كما تقول فقد ظلمك وكان الأولى ان لا يقول ذلك أيضا الا بعد وضوح الحكم. (معاني الأخبار) مسندا إلى رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن قول الله عز وجل في قصة إبراهيم (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون) قال ما فعله كبيرهم ولا كذب إبراهيم (ع) لأنه قال فاسألوهم إن كانوا ينطقون إن نطقوا فكبيرهم فعل، وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم فما نطقوا وما كذب إبراهيم، فقلت قوله عز وجل في يوسف (أيتها العير انكم لسارقون) قال إنهم سرقوا يوسف من أبيه ألا ترى انه قال لهم حين قال ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولم يقل سرقتم صواع الملك إنما عنى سرقتم يوسف من أبيه، فقلت قوله (اني سقيم) قال ما كان إبراهيم سقيما وما كذب إنما كان سقيما مرتادا. وقد روى أنه عنى بقوله اني سقيم أي سأسقم وكل ميت سقيم قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله (انك ميت) أي ستموت.
وقد روي أنه عنى اني سقيم بما يفعل بالحسين بن علي عليهما السلام.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: سئل أبو عبد الله (ع) عن قول إبراهيم هذا ربي لغير الله، هل أشرك في قوله هذا ربي قال من قال هذا اليوم فهو مشرك ولم يكن من إبراهيم شرك وإنما كان في طلب ربه. (وفي قوله) (وما كان استغفار