فلما اختصره لهذا الكتاب (1) المذكور اقتضت الحال إلى أن يومي إلى ذكر الرجال إيماء ويداخل الروايات بعضها في بعض، ويذكر عن جميع الرواة حديثا واحدا ويذكر اختلافهم فيه.
وأضاف إلى الكتاب المشار إليه من عنده رحمه الله كلاما من غير الأصل في المواضع استشهادا وتأكيدا لصحة الحديث، فاختصر منه كتابا حسنا لطيفا سماه (نخب المناقب لآل أبي طالب)، جمع فيه فوائد الكتاب التي تقوم الحجة بها، وجمع النظائر على أجل طريق وأوضح منهاج، وخالف تأليف الكتاب الأصلي، فلذلك حصل منه الإيجاز والإيماء إلى الأحاديث والروايات.
وذكرت هذا تنبيها على قصده وغرضه في كتابه، فمن أراد بيان الأحاديث والأخبار ومعرفة كل حديث من هذه الأحاديث المنسوبة إلى كتاب نخب المناقب على حدته فليرجع إلى كتاب ابن شهرآشوب وغيره من الكتب التي أومأ إلى أسمائها واختصر منها ما يكون اشتهارا وتأكيدا لصحة الأحاديث.
وروى أيضا في نخبه حديثا مسندا إلى الباقر عليه السلام قال: سئل الباقر عن قوله تعالى * (فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك) * (2) من هؤلاء؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليلة أسري بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام وجمع النبيين والصديقين والشهداء والملائكة، فتقدمت وصليت بهم، فلما انصرفت قال جبرئيل: قل لهم بما