تنبيه:
موصوفية علي عليه السلام بهذه المنازل: إما أن يكون وصفا عدميا أو ثبوتيا. الأول محال، لأنه نقيض اللاموصوفية، وهي وصف سلبي، ونقيض السلب ثبوت، فثبت موصوفيه بهذه المنازل الشريفة الجليلة ثبوتا يختص به دون غيره.
وفي استخلاف الرسول صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام لما توجه إلى غزاة تبوك ثبوت إمامته وولايته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، لأن حاله في الاستخلاف لم يتغير ولم يقع ثم عزل لا بقول من الرسول ولا بدليل غيره، فوجب الاستمرار في الحكم والولاية والخلافة.
فإن قيل: رجوع النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة يقتضي عزله، وإن لم يقع العزل بالقول.
فالجواب: الرجوع ليس بعزل عن الولاية، لا في عادة ولا في عرف.
وكيف يكون العود عزلا أو يقتضي العزل وقد يجتمع الخليفة والمستخلف في البلد الواحد ولا ينفي حضوره الخلافة له. وإنما يثبت في بعض الأحوال العزل بعود المستخلف بشرط أن يستخلفه في حال الغيبة فقط دون الحضور. والنبي صلى الله عليه وآله استخلفه من غير شرط، باتفاق روايات الفريقين على نفي الشرط.
فإن قيل: إن النبي عليه السلام استخلف معاذ بن جبل وابن أم مكتوم وغيرهما، ولم يوجب لهم ذلك إمامة، وكذا علي عليه السلام.
فالجواب: إن الاجماع في الأمة حاصل أن هؤلاء لاحظ لهم بعد الرسول عليه السلام في إمامة ولا فرض طاعة، وذلك دليل ظاهر على