وقد روي: أن يوم أحد فر الناس ولم يثبت إلا علي بن أبي طالب عليه السلام وثمانية من الأنصار، وقيل أربعة أو خمسة (1).
وروى ابن قتيبة في المعارف: أن الشيخين انهزما يوم أحد مع من انهزم، ولم يثبت مع أمير المؤمنين إلا ثمانية من بني هاشم ذكرهم ابن قتيبة. وهو عامي المذهب.
وفي ذلك يقول العباسي رضي الله عنه شعرا (2):
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة * وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا (3) والتاسع أيمن بن عبيد قتل بين يدي النبي صلى الله عليه وآله.
وكذا في غير هذا الموضع: فإنه الملازم لابن عمه رسول الله (ص).
وأما يوم بدر فإنه قتل خمسة وثلاثين شجاعا، وقتل جميع المسلمين خمسة وعشرين رجلا (4).
وفي الرواية: أنه عرف قتلى علي من قتلى المسلمين أنه ليس في المقتول إلا ضربة واحدة من علي عليه السلام وقتلى المسلمين في الواحد منهم خمس ضربات إلى ست ضربات أو أقل أو أكثر (5).
وأما أبو بكر فإنه انهزم يوم حنين، وفر بأحد، وولى الدبر يوم التقى الجمعان، وأسلم رسول الله صلى الله عليه وآله فيها وفي غيرها من المواطن إلى الأعداء، مع ما كتب الله عليه من الجهاد والذب عن وجه