أيضا (بخ بخ لك يا بن أبي طالب)، ومصافقة الناس للنبي صلى الله عليه وآله ولعلي عليه السلام ثلاثة أيام، لشئ غير الخلافة وفرض الطاعة.
وقول عمر (بخ بخ) مذكور في روايات الفقيه ابن المغازلي التي أومأت إليها.
وموصوفية علي عليه السلام بالموالاة إما أن يكون وصفا عدميا أو ثبوتيا: الأول محال، لأنه نقيض اللاموصوفية، وهي وصف سلبي، ونقيض السلب ثبوت، فثبت موصوفية علي بالموالاة، وثبت اختصاصه بها دون غيره، لاستحالة قيام الصفة الواحدة التي هي المولاة بمحلين.
ويدل أيضا على أن المراد ب (مولى) الأولى أن النبي صلى الله عليه وآله خطب أولا فقال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى. فقال عاطفا عليه: فمن كنت مولاه فعلي مولاه. فوجب عمله على المقدمة، بدلالة أن القائل إذا قال لجماعة: ألستم تعرفون عندي فلانا - وسمى لهم عبدا من عبيده - قالوا: بلى. فقال عند ذلك: اشهدوا أن عبدي حر. فإنه لا يصح العتق إلا على ذلك العبد الذي قررهم على معرفته وذكره لهم باسمه أولا. ومتى أراد غير كان الكلام عبثا ولغوا، ويتعالى منصب النبوة عن ذلك.
ولأن العبودية حاصلة في العبد المذكور وفي العبيد الباقية، فذكر العبد الذي سماه وقررهم عليه ثم عطف بذكر العبد لا ينطلق العتق إلا على العبد المذكور أولا وإن كان باقي العبيد يشركه في العبودية، لأن العطف على المحتمل المذكور أولى من العطف على المحتمل الذي لم يجر له ذكر.