علي (عليه السلام):
ان المنية شربة مودودة * لا تنزعن، وشد للترحيل ان ابن آمنة النبي محمدا * رجل صدوق قال عن جبريل أرخ الزمام ولا تخف من عائق * فالله يرديهم عن التنكيل اني بربي واثق وبأحمد * وسبيله متلاحق بسبيلي قالوا: فكمن مهلع غلام حنظلة بن أبي سفيان في طريقه بالليل، فلما رآه سل سيفه ونهض إليه، فصاح علي صيحة فخر منها على وجهه وجلله بسيفه، فلما أصبح توجه نحو المدينة، فلما شارف ضجنان أدركه الطلب ثمانية فوارس (1).
وخرج علي (عليه السلام) بفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمه فاطمة بنت أسد ابن هاشم، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب - وقيل: هي ضباعة - وتبعهم أيمن ابن أم أيمن مولى رسول الله وأبو واقد رسول رسول الله، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم، فقال علي (عليه السلام): إرفق بالنسوة أبا واقد! إنهن من الضعائف. قال: اني أخاف أن يدركنا الطلب. فقال علي (عليه السلام): أربع عليك، فان رسول الله قال لي: يا علي إنهم لن يصلوا من الآن إليك بأمر تكرهه. ثم جعل علي (عليه السلام) يسوق بهن سوقا رفيقا وهو يقول:
وليس الا الله فارفع ضنكا * يكفيك رب الناس ما أهمكا فلما شارف ضجنان أدركه الطلب سبعة فوارس من قريش مستلئمين متلثمين، وثامنهم مولى الحارث بن أمية يدعى جناحا. فأقبل علي على أيمن وأبي واقد وقد تراءى القوم فقال لهما: أنيخا الإبل واعقلاها. وتقدم