فلما كان من الغد وافته قريش فقالوا: يا سراقة هل لك علم بمحمد؟
قال: قد بلغني أنه قد خرج عنكم، وقد نفضت هذه الناحية لكم ولم أر أحدا ولا أثرا، فارجعوا فقد كفيتكم ما ها هنا (1) فقال أبو جهل في أمر سراقة أبياتا، فأجابه سراقة:
أبا حكم، والله لو كنت شاهدا * لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه علمت ولم تشكك بأن محمدا * نبي ببرهان، فمن ذا يقاومه عليك بكف الناس عنه، فإنني * أرى أمره يوما ستبدو معالمه (2) ونقله كذلك القطب الراوندي في " الخرائج والجرائح " قال: ولما خرج النبي (صلى الله عليه وآله) وهؤلاء أصبحوا من تلك الليلة التي خرجوا فيها في حي سراقة ابن جعشم، فلما نظر سراقة إلى رسول الله قال: أتخذ يدا عند قريش، وركب فرسه وقصد محمدا. فقال أصحابه: لحق بنا هذا الشيطان! فقال: ان الله سكيفينا شره، فلما قرب قال: اللهم خذه! فارتطم فرسه في الأرض، فصاح: يا محمد خلص فرسي، لا سعيت في مكروه أبدا. وعلم أن ذلك