فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار. ولبث رسول الله بمكانه مع علي (عليه السلام) يوصيه ويأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشاءين، ثم خرج في فحمة العشاء الآخرة، والرصد من قريش قد أطافوا بداره ينتظرون أن ينتصف الليل وتنام الأعين، فخرج وهو يقرأ هذه الآية:
* (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) * (1) وأخذ بيده قبضة من تراب فرمى بها على رؤوسهم، فما شعر القوم به حتى تجاوزهم ومضى حتى أتى إلى هند وأبي بكر فنهضا معهم حتى وصلوا إلى الغار، ثم رجع هند إلى مكة بما أمره به رسول الله، ودخل رسول الله وأبو بكر الغار.
فلما غلق الليل أبوابه وأسدل أستاره وانقطع الأثر أقبل القوم على علي (عليه السلام) يقذفونه بالحجارة فلا يشكون أنه رسول الله حتى إذا برق الفجر