قد كان هذا لكم عبرة * للسيد المتبوع والتابع (1).
وعن قولهم له: صف لنا بيت المقدس وأخبرنا عن عيرنا في طريق الشام وغير ذلك، مما جادلوه به عبر الله تعالى بقوله سبحانه: * (ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى) * (2) وفي السورة قوله سبحانه:
* (أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى أعنده علم الغيب فهو يرى) * (3) وقد مر في الخبر السابق عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سمى من المكذبين لحديثه عن إسرائه ومعراجه: أبا جهل ومطعم بن عدي. ثم مر خبر عتبة بن أبي لهب وأنه كان أشدهم تكذيبا له. فهل الآية تشير إلى أحد هؤلاء المكذبين؟
سمى المفسرون أحد ثلاثة أشخاص من صناديد مشركي قريش مصداقا لهذه الآية، وخبرا رابعا تسمي مسلما مصداقا معينا لها. ليس الا واحدا من الثلاثة المشركين مذكورا في المكذبين لحديث الرسول عن إسرائه ومعراجه هو أبو جهل، فيما نقله الطبرسي عن محمد بن كعب القرظي: أن الآية في أبي جهل، وذلك أنه قال: والله ما يأمرنا محمد الا بمكارم الأخلاق! فذلك قوله سبحانه: * (وأعطى قليلا وأكدى) * أي أعطى قليلا من نفسه تصديقا ثم لم يؤمن. وعن السدي قال: نزلت في العاص بن وائل السهمي وذلك أنه كان يوافق رسول الله في بعض الأمور. وعن مجاهد وابن زيد قالا: نزلت في الوليد بن المغيرة.
وعن الكلبي عن السدي عن ابن عباس: أن عثمان بن عفان كان ينفق