بيت المقدس. ثم ساق الحديث إلى أن قال: ثم أخذ جبرئيل (عليه السلام) بيدي إلى الصخرة فأقعدني عليها، فإذا معراج إلى السماء لم أر مثلها حسنا وجمالا، فصعدت إلى السماء الدنيا ورأيت عجائبها وملكوتها... ثم صعد بي جبرئيل إلى السماء الثانية... ثم صعد بي إلى السماء الثالثة... ثم صعد بي إلى السماء الرابعة... ثم صعد بي إلى السماء الخامسة... ثم صعد بي إلى السماء السادسة... ثم صعد بي إلى السماء السابعة... ثم جاوزناها متصاعدين إلى أعلى عليين. ووصف ذلك إلى أن قال: ثم كلمني ربي وكلمته، ورأيت الجنة والنار، ورأيت العرش، وسدرة المنتهى.
ثم رجعت إلى مكة، فلما أصبحت حدثت به الناس فكذبني أبو جهل والمشركون، وقال مطعم بن عدي: أتزعم أنك سرت مسيرة شهرين في ساعة؟! أشهد أنك كاذب! ثم قالوا: أخبرنا عما رأيت. فقال مررت بعير بني فلان وقد أضلوا بعيرا لهم وهم في طلبه وفي رحلهم قعب مملوء من ماء فشربت الماء ثم غطيته كما كان. قال: ومررت بعير بني فلان فنفرت بكرة فلان فانكسرت يدها قالوا: فأخبرنا عن عيرنا. قال: مررت بها بالتنعيم يتقدمها جمل أورق (أي أحمر) عليه قرارتان محيطتان، ويطلع عليكم عند طلوع الشمس.
قالوا: فخرجوا يشتدون نحو الثنية وهم يقولون: لقد قضى محمد بيننا وبينه قضاء بينا وجلسوا ينتظرون متى تطلع الشمس فيكذبوه. فقال قائل:
والله ان الشمس قد طلعت، وقال آخر: والله هذه الإبل قد طلعت يقدمها بعير أورق. فبهتوا ولم يؤمنوا (1).