بها رأسه ثم احتمله فجلد به الأرض. واجتمع الناس فقالوا: يا أبا يعلى صبوت إلى دين ابن أخيك؟ قال: نعم، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. على جهة الغضب والحمية. ورجع إلى منزله.
وغدا على رسول الله فقال: يا بن أخ أحق ما تقول؟ فقرأ عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سورة من القرآن فاستبصر، وثبت على دين الإسلام، وفرح رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسر أبو طالب بإسلامه وقال في ذلك:
فصبرا أبا يعلى على دين أحمد * وكن مظهرا للدين - وفقت - صابرا وحط من أتى بالدين من عند ربه * بصدق وحق، لا تكن - حمز - كافرا فقد سرني إذ قلت: انك مؤمن * فكن لرسول الله - في الله - ناصرا وناد قريشا بالذي قد اتيته * جهارا وقل: ما كان أحمد ساحرا (1).
وروى الخبر ابن إسحاق عن رجل من أسلم قال: إن أبا جهل مر برسول الله عند الصفا فآذاه وشتمه ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف لأمره، فلم يكلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله). ثم انصرف عنه فعمد إلى ناد من قريش عند الكعبة فجلس معهم.
وكانت مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها تسمع ذلك. فلم يلبث أبو جهل حتى أقبل حمزة بن عبد المطلب متوشحا قوسه راجعا من