وقال لهم: قد اخترت من اختاره الله لي عليكم: عليا. قالوا: فكان علي (عليه السلام) في حجر رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - منذ كان عمره ست سنين.
وهذا يطابق قوله (عليه السلام): " لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة سبع سنين " وقوله: " كنت أسمع الصوت وابصر الضوء سنين سبعا، ورسول الله حينئذ صامت ما اذن له في الإنذار والتبليغ ".
وذلك لأنه إذا كان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة، وتسليمه إلى رسول الله من أبيه وهو ابن ست، فقد صح أ نه كان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين، وابن ست تصح منه العبادة إذا كان ذا تمييز، على أن عبادة مثله هي التعظيم والإجلال وخشوع القلب واستخذاء الجوارح إذا شاهد شيئا من جلال الله سبحانه وآياته الباهرة. ومثل هذا موجود في الصبيان (1).
هذا ما نقله ابن أبي الحديد في " شرح النهج " عن البلاذري والإصفهاني، وقد مر عليك خبرهما ورأيت البلاذري قد اختصر الخبر جدا في سطر ونصف تقريبا، والإصفهاني رواه بسنده عن سهل بن سعد الساعدي، وقد خلا كلاهما عن ذكر عمر علي (عليه السلام) يومذاك. ولعله نقله عن نسخة أخرى منهما.
نعم نقل الخبر ابن شهرآشوب في " المناقب " عن عدة منهم البلاذري والطبري والخوارزمي والخرگوشي والواحدي والثعلبي والبستي والنسوي، ومغازي محمد بن إسحاق، عن مجاهد أيضا، وفيه: وأخذ رسول الله عليا