جواره فلحق بالنعمان بن المنذر، فاجتمع عنده بعروة الرحال من هوازن، فقال النعمان لهما: من منكما يجير لطائمي - أي القوافل التجارية - فتصدى عروة لذلك، ونازعه البراض، فلما توجه عروة لينصرف بالقافلة (1) قال له البراض الكناني: أتجيرها على كنانة؟! قال: نعم وعلى الخلق كله! فخرج فيها عروة الرحال، وخرج البراض يطلب غفلته، حتى إذا كان في وادي تيمن بعالية نجد (2) أو أوارة قريبة من تيمن إلى جانب فدك، نزل عروة ليلة وجلس في سهرة تغنيه قينة ويشرب فيها الخمر، إلى أن قام فنام، فدخل عليه البراض الكناني ليقتله، فاعتذر إليه عروة فلم يسمع منه وقتله (3) في الشهر الحرام (4) شهر رجب (5) فلذلك سمي الفجار.
وكانت قريش وكنانة في الشهر الحرام بعكاظ، وهوازن كذلك، فأتى آت قريشا وقال لهم: ان البراض الكناني قد قتل عروة الرحال من هوازن! فارتحلت كنانة وقريش ولم تشعر هوازن بالأمر ثم بلغ الخبر إلى هوازن فاتبعوا قريشا فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم، فاقتتلوا حتى جاء الليل، والتقوا بعد هذا اليوم أياما وعلى كل قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم، وعلى كل قبيل من قيس وهوازن رئيس منهم. قال ابن إسحاق:
وكان قائد قريش وكنانة حرب بن أمية بن عبد شمس (6) فاقتتلوا في رجب،