لكلاب بن مرة من الولد: قصي، وزهرة.
وكان اسم قصي: زيدا، الا أن أباه كلابا مات وهو صغير في حجر أمه، وقدم رجل من بني عذرة من قضاعة يقال له: ربيعة بن حرام العذري فتزوجها وخرج بها إلى قومه وحملت زيدا معها فلما بعد من دار قومه سمته قصيا. فلما شب عرف أنه ابن كلاب بن مرة وأن قومه كانوا آل الله وفي حرمه فكره قصي الغربة وأحب أن يخرج إلى قومه، وخرج في الشهر الحرام في حجاج قضاعة حتى قدم مكة وأقام بها وتزوج حبى ابنة حليل الخزاعي (1) وهو آخر من ولي البيت من خزاعة (2) فولدت له عبد مناف، وعبد الدار، وعبد العزى، وعبد قصي.
قال المسعودي: وكانت ولاية البيت ثلاث خصال: الإجازة بالناس من عرفة، والإفاضة بالناس غداة النحر إلى منى، والنسئ للشهور الحرم.
وكانت النسأة في بني مالك بن كنانة، وذلك أن العرب كانت إذا فرغت من الحج وأرادت الرجوع اجتمعت إلى شريف كنانة فيقوم فيهم فيقول: اللهم إني قد أحللت أحد الصفرين: الصفر الأول، وأنسأت الآخر للعام المقبل (3).
قال اليعقوبي: وكان الحج وإجازة الناس من عرفات للغوث بن مر الملقب بالصوفة، وكانت الحجابة لخزاعة. فلما حضر الحج جمع قصي إليه قومه من بني فهر بن مالك وحال بين صوفة وبين الإجازة، فعلمت بنو بكر وخزاعة ان قصيا سيصنع بهم كما صنع بصوفة فسيحول بينهم وبين الأمر