230: فخر الدين أبو منصور محمد بن إدريس بن محمد العجلي الحلي فقيه الشيعة كان من فضلاء فقهاء الشيعة والعارفين بأصول الشريعة وله من التصانيف كتاب السرائر وروى كتب المفيد أبي عبد الله عن جعفر الدوريستي عن أبي جعفر محمد بن موسى بن جعفر عن جده أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي وأخبرني بها شيخنا نجيب الدين يحيى بن أحمد الهذلي قال أخبرني بجميعها السيد محيي الدين محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي عن فخر الدين محمد بن إدريس العجلي وكان فخر الدين بن إدريس جد شيخنا نجيب الدين لأمه (1). 231:
محمد بن إدريس بن مطر الحلي الشهير بابن مطر توفي سنة 1247 بالطاعون الكبير في الطليعة كان أديبا شاعرا مكثر النظم في الوقائع في الحلة وما جاورها وأكثر شعره في الحسين ع فمنه قوله:
هي كربلا لا تنقضي حسراتها * حتى تبين من النفوس حياتها يا كربلا ما أنت إلا كربة * عظمت على أهل الهدى كرباتها أضرمت نار مصائب في مهجتي * لم تطفها من مقلتي عبراتها شمل النبوة كان جامع أهله * فجمعت جمعا كان فيه شتاتها ملأ البسيطة كل جيش ضلالة * فيه تضيق من الفضا فلواتها يوم به للكفر أعظم صولة * وقواعد الاسلام عز حماتها قل النصير به لآل محمد * فكان أبناء الزمان عداتها غدرت به من بايعت وتتابعت * منها رسائلها وجد سعاتها فحمى حمى الاسلام لما ان رأى * عصب الضلال تظاهرت شبهاتها في فتية شم الأنوف فوارس * إذا أحجمت يوم النزال كماتها ترتاح للحرب الزبون نفوسهم * وقراع فرسان الوغى لذاتها لهم من البيض الرقاق صوارم * أغمادهن من العدى هاماتها خاضوا بحار الحرب غلبا كلما * طفحت بأمواج الردى غمراتها 232:
محمد الأردكاني يروي عنه السيد حسين بن حيدر الحسيني الكركي ووصفه في اجازته بالفاضل العالم الزاهد ويروي هو عن السيد علي الصائغ عن الشهيد الثاني. 233:
السلطان محمد اولجايتو خان خدابنده بن أرغون بن آبقا خان ابن هلاكو بن تولي بن جنكيز خان المغولي.
أولجايتو لقب له ومعناه السلطان الكبير المبارك وخدابنده معناه عبد الله، وعلى ألسنة العامة خربندا وقيل الصحيح أن اسمه بالمغولية خربندا ومعناه الثالث.
ولد في 11 ذي الحجة سنة 680 وتوفي ليلة عيد الفطر سنة 716 ودفن في مدينة سلطانية في المقبرة التي كان قد أنشأها بجنب قبة أبواب البر. وبقي في الملك اثنتي عشرة سنة وتسعة أشهر، هكذا في التاريخ الفارسي الآتي ذكره، وفي توضيح المقاصد للشيخ البهائي: في 30 من شهر رمضان سنة 716 توفي السلطان أولجايتو محمد خدابنده وعمره 63 سنة آه وفي رياض العلماء في ترجمة العلامة الحلي أنه لقب بذلك أي السلطان الكبير المبارك في أول سلطنته لأنه صالح طوائف أردق جنكيز خان وارتفع النزاع بينهم بعد ما دام فيهم خمسين سنة فأطاعوا السلطان محمدا وأرسلوا إليه الرسل وارتفع النزاع عن العالم ولذلك اعتقد الناس أن سلطنته كانت ميمونة مباركة فطلبوا إليه أن يلقب بذلك أي اولجايتو لأنه في لغتهم بمعنى السلطان المبارك آه.
وكان تشيعه على يد العلامة الحلي سنة 708 في خبر ذكر في ترجمة العلامة الحسن بن يوسف وذلك بعد ما مضى من سلطنته خمس سنين فادخل أسماء الأئمة ع في الخطبة والسكة. وفي توضيح المقاصد للشيخ البهائي: اولجايتو محمد خدابنده كان رحمه الله متصلبا في التشييع معظما لعلماء الشيعة كالعلامة جمال الحق والدين قدس الله روحه وغيره من علماء الإمامية آه. وقال المحقق الشيخ علي لكركي في رسالة حل الخراج:
ثم انظر إلى ما اشتهر من أحوال آية الله في المتأخرين بحر العلوم مفتي الفرق جمال الملة والدين أبو منصور الحسن بن المطهر قدس الله روحه كيف كانت ملازمته للسلطان المقدس المبرور محمد خدابنده وأنه أي العلامة كانت له عدة قرى وكانت شفقات السلطان وجوائزه واصلة إليه رحمة الله اه.
وفي الدرر الكامنة: ملك العراق وخراسان وآذربيجان بعد أخيه غازان وكان جميل الوجه إلا أنه أعور وكان حسن الاسلام لكن لعبت بعقله الامامية فتشيع وأسقط من الخطبة في بلاده ذكر الأئمة إلا عليا وكان جوادا سمحا يؤثر اللعب ويحب العمارة وأنشأ مدينة جديدة بآذربيجان سماها السلطانية وقد حاصر الرحبة رحبة مالك بن طوق سنة 712 وأخذها بالأمان وعفا عن أهلها ولم يسفك فيها دم ثم رحل عنها بغتة بغير سبب ظاهر وكان معه في حصارها الأفرم وغيره من الأمراء الذين فروا إليه من الناصر وكان فيما يقال رجع عن التشيع وأظهر التسنن فقال بعضهم في ذلك:
رأيت لخربندا... دراهما * يشابهها في خفة الوزن عقله عليها اسم خير المرسلين وصحبه * لقد رابني هذا التسنن كله وفي رحلته عن الرحبة يقول الوداعي:
ما فر خربندا عن الرحبة ال * عظمى إلى أوطانه شوقا بل خاف من مالكها أنه * يلبسه من سيفه طوقا ولما رحل عن الرحبة التمس القاضي والأمير وطائفة أصحاب الوظائف من الناصر عزلهم لأجل اليمين ففعل آه.
والعجب من ابن حجر مع كونه من الحفاظ كيف يتكلم بكلام الجهل فيقول: لكن لعبت الامامية بعقله، وتشيع خدابنده كان بحجة وبرهان من العلامة الحلي لم يستطع رده علماء بلاده والقصة معروفة مذكورة في ترجمته ولكن الشنشنة الأخزمية تأبى إلا ذلك وما قوله قد لعبت الامامية بعقله فتشيع إلا كقول المغول لعبت المسلمون بعقله فأسلم وأما هؤلاء الأمراء الذين حملهم الورع على طلب العزل من الناصر لاجل اليمين التي حلفوها لخدابنده فتورعهم هذا تورع بارد فإنهم لا شك كانوا قد حلفوا اليمين للناصر ولكنهم حيث علموا انه لا يقبلهم توسلوا بهذه الحيلة.
وفي كتاب فارسي مخطوط ذهب أوله فجهلنا مؤلفه ويظهر أن